سقوط الفاشر لم يكن النهاية، بل كان إيذاناً بكابوس جديد. ففي غضون أيام، فرّ أكثر من 36 ألف مدني بجلدهم من بلدات كردفان، بعد أن تحولت هذه "الحلقة الاستراتيجية" (الرابطة بين دارفور والخرطوم) إلى ساحة قتال دامية.
الرعب يسبق الجيوش؛ فالمدنيون مثل سليمان بابكر توقفوا حتى عن زراعة أرضهم خوفاً من الاشتباكات. والأسوأ، أن الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر، محذرة من "فظائع واسعة النطاق" و"انتقام عرقي" على يد قوات الدعم السريع في "بارا"، وهو نمط يعيد إلى الأذهان "أشباح دارفور" وجرائمها من قتل جماعي وعنف.
الآن، تتجه كل الأنظار إلى "الأبيض"، العاصمة الاستراتيجية التي يحشد الطرفان قواتهما لاقتناصها. فبعد الفاشر، يبدو أن معركة "الأبيض" لا تهدف فقط للسيطرة على المطار، بل لرسم خريطة الرعب الجديدة في بلد يعيش أكبر أزمة نزوح وجوع في العالم.



مرحباً، من فضلك، لا ترسل رسائل عشوائية في التعليقات