شهدت العاصمة دمشق خطوة دبلوماسية مهمة ذات دلالات عميقة، حيث استقبل سفير المملكة العربية السعودية في سوريا، فيصل المجفل، الأربعاء وفداً إعلامياً سورياً رفيع المستوى. هذا اللقاء، الذي جمع قادة الإعلام الرسمي السوري مع السفير السعودي في مقر السفارة بدمشق، يمثل تطوراً بارزاً في مسار إعادة تطبيع العلاقات بين البلدين بعد سنوات من القطيعة.
ضم الوفد الإعلامي السوري كلاً من علاء برسيلو، المدير العام للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، وزياد المحاميد، المدير العام لوكالة الأنباء السورية (سانا)، بالإضافة إلى جميل سرور، مدير قناة الإخبارية السورية. هذه الأسماء، التي تتربع على قمة هرم الإعلام الرسمي في سوريا، تشير إلى أن اللقاء لم يكن مجرد زيارة بروتوكولية، بل هو جزء من جهد أكبر لتنسيق المواقف وبناء الثقة بين الجانبين.
لماذا هذا اللقاء مهم؟
تكمن أهمية هذا الاجتماع في كونه يفتح قنوات اتصال رسمية على مستوى الإعلام، وهي خطوة تكمِّل الحراك السياسي والاقتصادي الذي بدأ منذ عودة العلاقات. بعد قطيعة طويلة، قد يكون للإعلام دور حاسم في تغيير الخطاب السلبي وبناء جسور التفاهم بين الشعبين. إن حضور ممثلي وسائل الإعلام الرسمية الرئيسية في سوريا لدى سفارة المملكة يعكس رغبة واضحة من القيادة السورية في تعزيز الانفتاح الإعلامي تجاه السعودية، وهو ما قد يمهد الطريق لتعاون أوسع في المستقبل.
تأثيرات محتملة على المشهد الإقليمي يمكن قراءة هذا الاجتماع في سياق التحولات الإقليمية الأوسع، حيث تسعى المملكة العربية السعودية إلى إعادة رسم علاقاتها في المنطقة. هذا التقارب مع دمشق، الذي يتزامن مع تحسن العلاقات مع إيران، يعزز استراتيجية الرياض المتمثلة في تخفيف التوترات وبناء شبكة من العلاقات الإقليمية المتوازنة. على الجانب السوري، يمثل هذا التقارب فرصة لكسر العزلة السياسية والاقتصادية، واستقطاب استثمارات جديدة، خصوصاً في ظل حضور رجال أعمال سعوديين لمعرض دمشق الدولي الأخير.
نشرت السفارة السعودية في دمشق منشوراً على حسابها في منصة "إكس" يؤكد الخبر، حيث ذكرت أنها استقبلت الوفد الإعلامي، وهو ما يضفي صفة رسمية وعلنية على اللقاء. من جانبه، وصف زياد المحاميد، مدير وكالة "سانا"، اللقاء بأنه "لطيف ومثمر"، مؤكداً على الطابع الإيجابي للزيارة.