أدان الرئيس اللبناني جوزاف عون بشدة، يوم الخميس، الاعتداء الإسرائيلي الأخير على قوات الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان (اليونيفيل)، واصفاً إياه بأنه "تحدٍ لإرادة المجتمع الدولي". هذا الاعتداء، الذي وقع في بلدة مروحين، يأتي بعد أقل من أسبوع على تمديد مجلس الأمن الدولي لولاية "اليونيفيل"، مما يثير تساؤلات جدية حول التزام إسرائيل باتفاقيات وقف إطلاق النار.
وفي اتصال هاتفي بقائد "اليونيفيل" الجنرال ديوداتو ابانيارا، وصف عون الهجوم بأنه "الأخطر منذ اتفاق وقف إطلاق النار" في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، والذي أنهى حربًا شاملة بين إسرائيل و"حزب الله" خلفت آلاف الضحايا.
يُعد هذا الاعتداء الإسرائيلي على قوات حفظ السلام في لبنان خطرًا مزدوجًا: فهو لا يمثل فقط خرقًا لاتفاق وقف إطلاق النار، بل يمثل أيضًا استهدافًا متعمدًا لقوة دولية كانت تعمل على إزالة عوائق طرقية على الخط الأزرق. إعلان "اليونيفيل" أن الطائرات الإسرائيلية استهدفت قواتها بأربع قنابل، وإشارة الرئيس عون إلى أن إسرائيل كانت على علم مسبق بعمل القوة، يؤكدان أن الهجوم كان عن سابق تصور وتصميم. هذه الحادثة تضع المجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي لإلزام إسرائيل بقراراته، وخاصة القرار 1701، الذي وُقّع عام 2006 بهدف تحقيق وقف دائم لإطلاق النار في المنطقة.
أكد الرئيس اللبناني جوزاف عون أن هذه الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة تظهر أن إسرائيل "ماضية في تحدي إرادة المجتمع الدولي". يُنتظر الآن رد فعل أقوى من قبل مجلس الأمن الدولي، الذي طلب في وقت سابق من الولايات المتحدة وإسرائيل تمديد ولاية "اليونيفيل". يأتي هذا الاعتداء في سياق يزداد فيه التوتر، حيث تُشير البيانات الرسمية إلى أن إسرائيل خرقت اتفاق وقف إطلاق النار أكثر من 3000 مرة، مما أدى إلى سقوط المئات من الضحايا.