|

"فاجأني هدوؤه": باربرا ليف تكشف أسرار أول لقاء مع الشرع وكيف فتحت الرياض "أبواب واشنطن"

S11N
0

"فاجأني هدوؤه": باربرا ليف تكشف أسرار أول لقاء مع الشرع وكيف فتحت الرياض "أبواب واشنطن"

قبل ساعات من اللقاء التاريخي المرتقب في البيت الأبيض يوم الاثنين، والذي يجمع للمرة الأولى رئيسًا سوريًا برئيس أميركي، كشفت مساعدة وزير الخارجية الأميركي السابقة، باربرا ليف، عن الكواليس الدبلوماسية الحاسمة التي مهدت لهذا التحول، بدءًا من اجتماع "ثقيل" في دمشق وسط الغموض الذي تلا سقوط نظام الأسد.


في حوار حصري مع "المجلة" (أُجري في 7 نوفمبر 2025)، استرجعت ليف تفاصيل لقائها كأول مسؤولة أميركية رفيعة وجهاً لوجه مع أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني) في 20 ديسمبر/كانون الأول 2024، بعد نحو أسبوعين فقط من انهيار نظام بشار الأسد.


وصفت ليف المشهد في دمشق آنذاك بأنه كان محاطًا بـ "قدر كبير من الغموض والشكوك". لم يكن الشرع رئيسًا، ولم تكن واشنطن قد قررت بعد "هل يمثّل تهديدًا أم فرصة؟".

 

انطباع حاسم وقائمة ثقيلة

حملت ليف وفريقها إلى دمشق أجندة "ثقيلة" شملت: مكافحة الإرهاب، وملف المفقودين الأميركيين وعلى رأسهم الصحافي أوستن تايس، والأسلحة الكيماوية، والعلاقة مع "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، ومصير المقاتلين الأجانب، ومراقبة الحدود.


"فاجأني هدوؤه واستعداده التفصيلي"، قالت ليف. "لم يأتِ بشعارات، بل بخيارات عملية على الطاولة. كان يدرك حجم الشكوك حوله، لكنه بدا ملمّاً بالملف إلى درجة غير متوقعة".







شكل هذا الانطباع الأول نقطة التحول المبكرة. بدل أن تجد واشنطن زعيم فصيل أيديولوجي، وجدت ما اعتبرته "شريكًا عمليًا" يمكن اختباره. كان هذا التقييم هو الأساس الذي بُنيت عليه الخطوات اللاحقة.


وكان القرار الأميركي الفوري رمزيًا وحاسمًا: إلغاء المكافأة المالية (10 ملايين دولار) المخصصة للقبض على الشرع. وبحسب ليف، كانت هذه "إشارة سياسية مبكرة" بأنه لم يعد يُعامل كقائد فصائلي، بل كطرف رئيسي في مسار سياسي وأمني جديد.

 


دور الرياض: "السعودية هي التي فتحت الأبواب"

أوضحت ليف أن المسار نحو واشنطن لم يكن مباشرًا. فبعد أشهر من "التواصل المحدود جداً" و"قوائم المطالب" التي قدمتها الإدارتان الأميركيتان (بايدن ثم ترمب)، جاء الاختراق الحقيقي من عاصمة عربية.


أكدت ليف أن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، هو من "فتح الأبواب" بشكل حاسم. ففي لقائه الأول مع الرئيس دونالد ترمب في الرياض يوم 14 مايو/أيار 2025، نجح ولي العهد السعودي في إقناع ترمب بضرورة "إعطاء سوريا فرصة" عبر رفع العقوبات، ودعاه للقاء الشرع مباشرة في الرياض.


يثبّت هذا الكشف الدور السعودي المحوري كـ "ضامن إقليمي" ومحرك رئيسي لسياسات واشنطن الجديدة تجاه دمشق. لقد تحولت المقاربة الأميركية، بفضل الضغط السعودي، من "مراقبة حذرة إلى اختبار واقعي"، مستغلةً ميل الرئيس ترمب لـ "اتخاذ خطوات كبيرة" وتجاوز المسارات الدبلوماسية التقليدية.










تثبيت المسار في البيت الأبيض

ترى ليف أن لقاء الشرع–ترمب يوم الاثنين (10 نوفمبر 2025) يتجاوز البروتوكول إلى "تثبيت مسار جديد". وأشارت إلى أن نجاح الاجتماع مرهون بالتوصل إلى "تفاهم واضح حول المسار الأمني، وترتيبات الشراكة ضد (داعش)، والتعاون الكيماوي، وبوابة اقتصادية".


كما تطرقت ليف إلى الملف الأكثر تعقيدًا: العلاقة مع إسرائيل. كشفت ليف عن جهود أميركية حثيثة، يقودها المبعوث توم باراك، للدفع باتجاه "ترتيبات مشتركة بين السوريين والإسرائيليين" تهدف إلى "منع الضربات العسكرية الإسرائيلية تمامًا".


وألمحت إلى إمكانية وجود "عدد صغير من الجنود الأميركيين" قرب دمشق للمساعدة في متابعة هذه الترتيبات الأمنية، مؤكدة أن الإدارة تسعى لـ "إيجاد صيغة" تضمن الاستقرار، وهو مطلب أساسي للشرع منذ ديسمبر الماضي.


يُظهر هذا التقرير أن زيارة البيت الأبيض هي تتويج لعملية بدأت بتقييم أمني في دمشق، ونضجت بضمانة سياسية ومالية في الرياض، وتهدف الآن لترسيخ "مقايضة كبرى": الأمن مقابل الاقتصاد. دمشق تسعى لرفع العقوبات وإنهاء الضربات الإسرائيلية، وواشنطن وحلفاؤها الإقليميون يسعون لضمانات أمنية دائمة (ضد داعش وإيران) ودمج الأكراد.








🌎 ردود الأفعال السياسية (كما وردت في المقابلة)

 

بناءً على شهادة باربرا ليف، رُصدت ردود الأفعال التالية في أعقاب سقوط نظام الأسد:

الدول العربية (الخليج، مصر، الأردن): ساد "القلق" و"الخشية" في البداية (باستثناء تركيا) من تولي "جهادي" للحكم. لكنهم توافقوا سريعًا في اجتماع عمّان الطارئ على "مقاربة موحدة".


المملكة العربية السعودية: تحولت من القلق إلى "الدعم الفعّال". قاد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان جهود إقناع الرئيس ترمب برفع العقوبات ولقاء الشرع، مؤكدًا على ضرورة "استقرار سوريا".


الولايات المتحدة (الكونغرس): ذكرت ليف أنه كان هناك "دعم واسع إلى حد ما" في الكونغرس لإلغاء "قانون قيصر" والعقوبات لمنح الحكومة الجديدة فرصة لإنعاش الاقتصاد.


تركيا: كانت الطرف الإقليمي الوحيد الذي لم يبدِ قلقًا، نظرًا لـ "علاقاتها" المسبقة مع هيئة تحرير الشام وأحمد الشرع.


إيران وروسيا: أكدت ليف أن استنزافهما (روسيا في أوكرانيا، وإيران في مواجهاتها الإقليمية) أدى إلى عجزهما عن دعم الأسد، مما سرّع بانهيار نظامه "الهشّ" من الداخل.


(ملاحظة: جميع ردود الأفعال المذكورة مستقاة مباشرة من تصريحات باربرا ليف خلال المقابلة المذكورة في المصدر).

إرسال تعليق

0 تعليقات

مرحباً، من فضلك، لا ترسل رسائل عشوائية في التعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(Ok, Go it!) #days=(20)

باستخدام هذا الموقع ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية وشروط الاستخدام
Ok, Go it!
.