في مبادرة فريدة من نوعها، أطلق موقوفون سوريون في السجون اللبنانية وكالة إخبارية متخصصة تُعنى بقضيتهم، وتسلط الضوء على معاناتهم، بالتعاون مع فريق من الصحفيين المتطوعين. وحملت الوكالة اسم "SDNAL"، وهو اختصار لـ "وكالة أنباء الموقوفين السوريين في لبنان".
ووفقاً لبيان صحفي صادر عن الوكالة، فإنها تسعى لتقديم محتوى إعلامي مهني وموثوق حول الموقوفين السوريين، بعيداً عن "التضليل أو التهويل". وتهدف الوكالة إلى أن تكون منصة لإيصال صوت الموقوفين "مباشرة من خلف القضبان"، وذلك عبر إنتاج مواد إعلامية متنوعة تشمل التقارير، والمقالات، والوثائقيات، وبرامج البودكاست.
تُظهر هذه المبادرة الإبداعية إصرار الموقوفين السوريين على لفت الانتباه إلى قضيتهم، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها السجون اللبنانية، مثل الاكتظاظ الشديد ونقص الموارد. ويُعدّ هذا الجهد الجماعي بمثابة محاولة لإنشاء "منبر إعلامي" مستقل، يملأ الفراغ الذي يتركه الإعلام التقليدي، ويوفر المعلومات الموثوقة التي قد تكون عرضة للتسييس.
إن إشارة المتحدث باسم السجناء، عمر الأطرش، إلى الحاجة للإنصاف الإعلامي مثل الحاجة للإنصاف الحقوقي، يُبرز مدى المعاناة التي يمر بها هؤلاء الموقوفون، ويؤكد على أن قضيتهم لا تزال بحاجة إلى مزيد من تسليط الضوء.
في حين أن هذه المبادرة لاقت ترحيبًا واسعًا على المستوى الشعبي والإعلامي، فإنها تحمل دلالات سياسية مهمة. فقد أشار المتحدث باسم الموقوفين السوريين في وقت سابق إلى أنهم "يقفون خلف الدولة السورية الجديدة وليس أمامها"، معربًا عن ثقتهم بجهود الحكومة السورية لحل ملفهم مع السلطات اللبنانية. هذا الموقف يعكس مساعي الحكومة السورية الجديدة لإعادة بناء الثقة مع المواطنين، حتى أولئك الذين يعانون في الخارج.