في لحظة مؤثرة لا تُنسى، ألهب الطفل محمود الباشا، المعروف بـ"الطفل المعجزة"، حفل إطلاق صندوق التنمية السوري في قلعة دمشق، بكلمات بسيطة لكنها عميقة. قال محمود: "أتمنى أرجع وأعيش في سوريا، بعد ما يتعمر بيتنا ومدرستنا من جديد"، وأردف: "لذلك حابب أتبرع بمصروفي، وبتمنى منكم تشاركونا هذا العمل الخيري".
تفاعلاً مع هذه الكلمات، تقدم السيد الرئيس أحمد الشرع لمصافحته، وبدت عليه علامات التأثر الواضح، وهو ما وثقته عدسات الكاميرات ولقي تفاعلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي. وقد أعادت هذه اللحظة إلى الأذهان قصة الطفل السوري الذي نجا رضيعاً من قصف البراميل المتفجرة على مدينته حلب عام 2014، ليصبح حديث السوريين مجدداً.
يُعد ظهور الطفل محمود الباشا في هذا الحدث التنموي بمثابة رمزية عميقة تُجسد قصة المعاناة والأمل في سوريا. فبعد أن كان رمزًا للمأساة الإنسانية التي خلفتها الحرب، أصبح اليوم رمزًا للمستقبل والإعمار. إن تبرعه بمصروفه يؤكد أن أمل العودة والبناء لا يزال حيًا في قلوب السوريين، وأن التنمية ليست مجرد مشاريع حكومية، بل هي مسؤولية جماعية يشارك فيها الجميع، بدءًا من أصغر فرد.
وقد أكد وزير الطوارئ وإدارة الكوارث، رائد الصالح، أن الطفل محمود هو جزء من ذاكرة ورسالة الدفاع المدني السوري، الذي ضحى بـ321 شهيدًا لإنقاذ أكثر من 130 ألف روح. هذا الربط بين قصة الإنقاذ التاريخية ومرحلة البناء الحالية يُعطي دفعة معنوية كبيرة لمسار إعادة الإعمار، ويُذكر الجميع بأن البناء يبدأ من إنقاذ الأرواح.
وقد لاقت قصة الطفل المعجزة تفاعلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، مما يؤكد أن القضية الإنسانية السورية لا تزال حية في قلوب الناس، وأنها قادرة على توحيدهم حول هدف واحد هو إعادة البناء.