في تحرك دبلوماسي جديد، طالب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الخميس، الزعماء الأوروبيين بضرورة التوقف عن شراء النفط الروسي، معتبراً أن ذلك يساهم في تمويل الحرب على أوكرانيا. جاء ذلك خلال مشاركة ترامب في اجتماع "تحالف الراغبين" الذي يقوده الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمناقشة سبل دعم كييف.
ووفقاً لمسؤول في البيت الأبيض، أكد ترامب على أن أوروبا قدمت لروسيا 1.1 مليار يورو من مبيعات الوقود في عام واحد، وهو ما يمول جهودها الحربية. كما شدد على ضرورة أن يمارس القادة الأوروبيون ضغوطاً اقتصادية على الصين لدورها في دعم روسيا.
من جهة أخرى، أشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالتزام 26 دولة، معظمها أوروبية، بنشر قوات في بلاده كجزء من "قوة طمأنة" في حال التوصل إلى وقف محتمل لإطلاق النار. ووصف زيلينسكي هذا الالتزام بأنه "أول خطوة جدية ملموسة".
يكشف هذا التطور عن انقسام في المواقف الغربية تجاه التعامل مع روسيا. فبينما يصر ترامب على قطع الموارد المالية عن موسكو، تتجه الدول الأوروبية نحو حلول أمنية تتمثل في نشر قوات على الأرض، وإن كان ماكرون قد أكد أن هذه القوة "ليس هدفها أن تخوض حرباً ضد روسيا". هذا التوجه الأوروبي يُعطي انطباعًا بأن القارة العجوز تستعد لضمان أمن أوكرانيا بشكل مباشر، مع ترك الباب مفتوحًا أمام احتمالية الحل السلمي.
في المقابل، يظهر موقف ترامب ضغطًا اقتصاديًا قويًا على أوروبا، ويُشير إلى أن واشنطن ما زالت ترى في الحظر النفطي والعقوبات الاقتصادية أداة رئيسية لوقف الحرب. كما أن اعتماد زيلينسكي على "شبكة الأمان" الأميركية يُظهر أن كييف تدرك أن الدعم الأوروبي وحده قد لا يكون كافيًا.
أكدت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني أن روما لن ترسل قوات، بينما تعهدت ألمانيا بتعزيز الدفاعات الجوية الأوكرانية. أما روسيا، فقد اعتبرت على لسان الناطقة باسم خارجيتها ماريا زاخاروفا أن أي نشر لقوات أجنبية في أوكرانيا يُعتبر "ضمانات خطر للقارة الأوروبية"، مؤكدة أنها لن تقبل أي تدخل أجنبي.