في خطوة هامة ضمن جهود ملاحقة مجرمي الحرب، أعلنت قيادة الأمن الداخلي في محافظة اللاذقية عن إلقاء القبض على حسين كلا شكر، أحد عناصر النظام السابق المتورطين بجرائم خطيرة. جاء هذا الإنجاز بعد بلاغ من مواطن كشف عن مكان تواجد المجرم، مما يؤكد على أهمية تعاون المواطنين مع الأجهزة الأمنية في تحقيق العدالة.
وكشفت وزارة الداخلية في بيانها الرسمي عبر قناتها على "تلغرام"، أن التحقيقات الأولية قد أثبتت تورط "شكر" في المشاركة في معارك ضد المناطق الثائرة والتمثيل بـ جثث الشهداء إبان خدمته في ميليشيات تابعة للنظام السابق. هذا الجرم الشنيع يلقي الضوء على حجم الانتهاكات التي ارتكبها النظام بحق المدنيين والثوار.
بعد التحرير، لم يكتفِ المجرم بجرائمه السابقة، بل قام بتشكيل عصابة متخصصة في تجارة المخدرات وسرقة الممتلكات الحكومية. هذه التحولات من مجرم حرب إلى زعيم عصابة إجرامية تسلط الضوء على الطبيعة المتعددة الأوجه للإجرام المنظم الذي تركته حقبة النظام السابق. إن ارتباط جرائم الحرب بالإجرام المنظم يمثل تحديًا أمنيًا كبيرًا يتطلب جهودًا متواصلة لمكافحته. وقد أحيل المجرم إلى إدارة مكافحة الإرهاب لاستكمال التحقيقات، تمهيدًا لعرضه على القضاء المختص، مما يبعث برسالة قوية حول التزام الدولة الجديدة بمحاسبة كل من شارك في الجرائم الماضية.
وفي سياق متصل، أعلنت مديرية الأمن الداخلي في منطقة الباب بريف حلب عن إلقاء القبض على خمسة مجرمين، بينهم معاون سابق للمسؤول عن فرع الأمن العسكري في حلب. هذا الاعتقال يؤكد أن الحملة ضد رموز النظام السابق لم تقتصر على منطقة واحدة، بل شملت مناطق مختلفة في البلاد، وهو مؤشر على أن العدالة ستطال كل من تورط في الاعتداء على المدنيين، حتى لو حاولوا انتحال صفات أمنية جديدة.