دمشق، الرياض – في خطوة تعكس توجُّهًا جديدًا نحو تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون في قطاع الاتصالات، وصل وفد سوري رفيع المستوى برئاسة وزير الاتصالات، عبدالسلام هيكل، إلى العاصمة السعودية، الرياض. وتمت الزيارة يوم الإثنين، الموافق 1 أيلول، حيث التقى الوفد بوزير الاتصالات وتقنية المعلومات السعودي، عبدالله السواحة، وعدد من كبار المسؤولين في القطاع.
شهد اللقاء تبادلاً للرؤى حول مستقبل القطاع الرقمي، حيث نقل الوزير هيكل تحيات الرئيس أحمد الشرع، مؤكدًا على عمق العلاقات التاريخية التي تربط البلدين. وأوضح هيكل أن الأولوية القصوى لوزارة الاتصالات السورية هي تنفيذ تحول رقمي وطني شامل، ورفع كفاءة المؤسسات العامة، وبناء قدرات وطنية قادرة على قيادة المستقبل الرقمي.
يأتي هذا اللقاء في سياق يُنظر فيه إلى سوريا على أنها ليست فقط في مرحلة إعادة إعمار، بل في مرحلة تأسيس وطنية جديدة. هذا التحول يتطلب، بحسب الوزير هيكل، تعاونًا نوعيًا وتبادلًا للخبرات مع الدول الشقيقة، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، التي تُعتبر رائدة في مجال التحول الرقمي على المستوى الإقليمي.
من جهته، أبدى الوزير السعودي، عبدالله السواحة، استعداد بلاده الكامل لتقديم كل الدعم اللازم والخبرات التي من شأنها مساعدة سوريا في هذه المرحلة الدقيقة. هذه التصريحات تعكس انفتاحًا سعوديًا على التعاون مع دمشق في مجالات حيوية، وهو ما قد يمهد الطريق لمشاريع مشتركة أو استثمارات مستقبلية، خاصة وأن التحول الرقمي يُعد أحد الركائز الأساسية لرؤية المملكة 2030.
يُحلل المراقبون هذه الزيارة على أنها مؤشر إيجابي على تحسن العلاقات بين دمشق والرياض، بعد سنوات من التوتر. كما أنها تسلط الضوء على أهمية قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات كأحد الأدوات الرئيسية في عملية إعادة بناء الدولة السورية، ليس فقط على المستوى المادي، بل أيضًا في بناء القدرات البشرية والمؤسسية. (alert-warning)