أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده لن تسمح بإعادة تطبيق سياسة "فرق تسد" في المنطقة، في وقت تُعاد فيه رسم الحدود بالدماء والدموع. وجاءت تصريحاته، التي أدلى بها خلال فعالية لحزب العدالة والتنمية في إسطنبول، لتُعزز من الموقف التركي الرافض لعمليات التوسع القائمة على "الإرهاب".
وشدد أردوغان على أن تركيا تسير بخطى ثابتة نحو هدفها المتمثل بـ"تركيا بلا إرهاب"، مؤكدًا أن "الذين اعتادوا على رسم السياسة الداخلية والخارجية لتركيا بعصا الإرهاب لعقود يحاولون الآن عبثًا". وأضاف أن هؤلاء الذين يتحركون بوهم "الأرض الموعودة" عليهم أن يعلموا أنه "لا مكان للإرهاب ولا للتوسع القائم على الإرهاب في مستقبل منطقتنا".
تُعدّ تصريحات أردوغان رسالة قوية متعددة الأبعاد. فمن جهة، هي رسالة موجهة إلى الأطراف التي تسعى إلى تقسيم المنطقة، حيث يُشدد على أن تركيا لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي محاولات لزعزعة استقرارها أو استقرار جيرانها. ومن جهة أخرى، تُعتبر التصريحات بمثابة احتفاء بانتصار تركيا على الإرهاب، خاصة بعد إعلان تنظيم "بي كي كي" حلّ نفسه وإلقاء السلاح استجابة لدعوة مؤسسه عبد الله أوجلان.
كما أن الإشارة إلى أن الأتراك والأكراد والعرب "سيواصلون العيش معًا" تُرسل رسالة طمأنة إلى الشعوب في المنطقة، وتُؤكد على أن تركيا تسعى إلى بناء علاقات على أساس الأخوة والتعايش المشترك، وليس على أساس الصراع والتقسيم. ويُظهر هذا الموقف أن أنقرة تدرك أن استقرارها مرتبط بشكل وثيق باستقرار المنطقة بأسرها.