أعلنت اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب عن قرارها بضم محافظتي الرقة والحسكة إلى العملية الانتخابية، وذلك بعد أن كانت قد أرجأت الانتخابات فيهما سابقًا. يأتي هذا القرار، الذي صدر أمس الأربعاء، ليكسر حالة الإقصاء التي شعر بها أبناء المحافظتين، ويُمهّد الطريق لمشاركة واسعة في الاستحقاق البرلماني.
ووفقًا للقرار رقم (30) لعام 2025، سيتم تشكيل لجان فرعية في كل من مدينتي الرقة وتل أبيض (عن محافظة الرقة) ومدينة رأس العين (عن محافظة الحسكة). هذه الخطوة تُعتبر تحولًا جذريًا عن الموقف السابق للجنة العليا، التي كانت قد أعلنت إرجاء العملية الانتخابية في هذه المحافظات بالإضافة إلى السويداء، بدعوى "عدم توافر الظروف الأمنية الملائمة".
يُشكّل هذا القرار مفاجأة سياسية، خاصة بعدما أثار قرار التأجيل السابق انتقادات واسعة لدى أبناء المنطقة الشرقية، الذين رأوا فيه تكريسًا لإقصائهم من المشاركة الوطنية. ففي لقاء خاص مع "تلفزيون سوريا"، أوضح المتحدث باسم اللجنة العليا، الدكتور نوار نجمة، أن قرار التأجيل السابق كان يهدف إلى الحفاظ على حقوق أبناء المحافظات الثلاث في التمثيل البرلماني، مع الإبقاء على مقاعدهم شاغرة حتى تصبح الظروف مناسبة.
ولكن، يبدو أن هناك تغيرًا في الظروف الأمنية والسياسية سمح باتخاذ هذا القرار. إن عودة الرقة والحسكة، حتى لو بشكل جزئي، إلى العملية الانتخابية تُرسل رسالة إيجابية حول جهود الحكومة السورية الجديدة لدمج كافة مناطق البلاد في الحياة السياسية، وتُعطي دفعة قوية لمصداقية الانتخابات البرلمانية. هذه الخطوة قد تُساهم في تخفيف التوترات القائمة في المنطقة وتُشجّع على مشاركة أوسع من أبنائها في المستقبل.