يستعد الرئيس السوري أحمد الشرع للمشاركة في أعمال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، في زيارة تاريخية هي الأولى لرئيس سوري إلى الولايات المتحدة منذ أكثر من ستة عقود. هذه المشاركة، التي تتم في الفترة ما بين 22 و30 أيلول الجاري، تُعد نقطة تحول كبرى في مسار الدبلوماسية السورية بعد الإطاحة بنظام الأسد.
يُرافق الشرع وفد دبلوماسي رفيع يضم وزير الخارجية أسعد الشيباني، والمندوب السوري الجديد لدى الأمم المتحدة إبراهيم العلبي. ووفقًا لوكالة "إندبندنت عربية"، فقد حصل الوفد على تأشيرة دخول أميركية لزيارة رسمية تستمر أربعة أيام.
أفادت مصادر دبلوماسية أن هناك تحضيرات جارية لعقد لقاء بين الرئيس الشرع ونظيره الأميركي دونالد ترامب على هامش القمة، وهو ما يُعد خطوة دبلوماسية غير مسبوقة. كما يتضمن برنامج الزيارة لقاءً محتملًا مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ما يعكس الدور المتزايد لسوريا في المحافل الدولية والإقليمية.
تُمنح هذه الزيارة أهمية رمزية وسياسية كبيرة. فبينما كانت سوريا مُقاطعة دبلوماسيًا على المستوى الرئاسي منذ عام 1967، تُشكل عودة رئيسها إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة إشارة واضحة على انفتاح دولي جديد تجاه دمشق. هذا الانفتاح ليس مجرد مبادرة دبلوماسية، بل هو نتيجة جهود إقليمية مكثفة، سعودية وتركية تحديدًا، لدعم الحكومة السورية الجديدة في ملفها الدبلوماسي.
ما يُعزز أهمية الزيارة هو الإعلان عن حصول الوفد السوري على إعفاء من قيود السفر، في إطار مساعٍ أميركية لتعزيز العلاقات بعد التغيرات السياسية في سوريا. هذا التحول الأميركي يُشير إلى تغيير في الاستراتيجية، من العزلة إلى الانخراط، بهدف تحقيق الاستقرار في المنطقة. إن اللقاءات الثنائية المزمع عقدها على هامش الجمعية العامة، خاصة مع ترامب وأردوغان، ستكون محورية في رسم ملامح السياسة الخارجية السورية الجديدة وتحديد مسار علاقاتها المستقبلية مع القوى الإقليمية والدولية.