تستقبل المدارس السورية اليوم أكثر من أربعة ملايين طالب وطالبة، في انطلاقة عام دراسي جديد يحمل في طياته الأمل بمستقبل أفضل. في مشهد يعكس إصرار الشعب السوري على الحياة، انتظم الطلاب في نحو 12 ألف مدرسة، ليملؤوا الفصول الدراسية بحيويتهم وحماسهم للمعرفة. هذا الاحتفاء بالتعليم، الذي يشمل جميع المحافظات، يؤكد على الأولوية التي توليها سوريا للجيل القادم، والجهود المبذولة لضمان استمرارية العملية التعليمية رغم كل الظروف.
لكن، وبينما تفتح المدارس أبوابها، لا يمكننا أن نغفل عن حقيقة مؤلمة يذكرها تقرير اليونيسف لعام 2024، حيث لا يزال نحو 2.4 مليون طفل سوري خارج أسوار المدرسة. هذا العدد الكبير، الذي يمثل ما يقارب نصف الأطفال في سن التعليم، يسلط الضوء على التحديات الهائلة التي تواجه قطاع التعليم في البلاد، ويجعل من كل جهد يُبذل لإعادة طفل إلى مقعد الدراسة بمثابة انتصار صغير على المعاناة. انطلاق العام الدراسي ليس مجرد حدث روتيني، بل هو رسالة أمل تؤكد أن التعليم سيبقى صمام أمان المستقبل لأجيال سوريا القادمة.