أصدر عميد كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق، الدكتور فؤاد دحدوح، قراراً يمنع الطلاب من استخدام "الموديل العاري" في أعمالهم الفنية، مهدداً بمنح علامة الصفر لأي مخالفة. القرار، الذي يربط الفن بـ"الثوابت الأخلاقية والمجتمعية"، أثار موجة من الانتقادات الحادة من فنانين ومثقفين.
المواقف المتضاربة
موقف العميد وتبريره:
برر الدكتور دحدوح قراره بأنه لا يوجد "موديل عارٍ" في الكلية أساساً منذ عام 1974، وأن القرار جاء استجابة لطلبات رسمية من أهالي الطلاب. وتساءل عن سبب هذا الغضب تجاه قرار يهدف إلى تلبية رغبات الأهالي.
موقف الفنانين والطلاب:
قوبل تبرير العميد بمزيد من الغضب، حيث اعتبره الكثيرون أسوأ من القرار نفسه. وأبرز النقاط التي أثيرت:
الحرية الأكاديمية: أصدر الحراك الطلابي بياناً يصف القرار بـ"التعسفي"، مؤكداً أن رسم الجسد البشري هو ركيزة أساسية للتعليم الفني. وطالب البيان بالتراجع الفوري عن القرار، مؤكداً أن "لا جامعة بلا حرية ولا تعليم بلا استقلال أكاديمي".
أهمية التشريح الفني: شدد فنانون، مثل عدنان حميدي وفيفيان الصايغ، على أن الموديل العاري ليس هدفاً بحد ذاته، بل وسيلة علمية لفهم التشريح، والضوء، والظل. وتساءلوا كيف يمكن لخريج الفنون أن يتخرج دون دراسة هذه الأساسيات.
النزعات الدينية والثقافية: رأى فنانون مثل نبيل زمّام أن القرارات المتعلقة بالتعري في الفن غالباً ما تعكس عقداً نفسية أو تأثيراً دينياً، وليست مرتبطة بمقاصد فنية. كما سخر علي نفنوف من قرار العميد، معتبراً أنه "يجب أن يتحرر الفن من الخوف".
موقف الأهالي: استغرب العديد من الفنانين، مثل أحمد الصوفي ومجيد جمول، من حجة تدخل الأهالي في المناهج الأكاديمية، وتساءلوا: "هل تسمح القوانين والعرف أن يملي أهالي الطلبة منهاج المؤسسات العلمية الجامعية؟".
تاريخ الموديل العاري: نفى الفنان غسان نعنع ادعاء العميد بعدم وجود موديل عارٍ منذ عام 1974، مؤكداً أنه كان موجوداً حتى نهاية السبعينات.
يعكس هذا الجدل صراعاً أوسع حول الحرية الأكاديمية و الإبداع في سوريا، حيث يرى العديد من الفنانين أن القرار وتبريره يمثلان انسياقاً لنهج فكري "خارج العصر" يهدد جوهر التعليم الفني.
Syria11News