يمثل اتفاق 10 آذار نقطة تحول بارزة في العلاقة بين الحكومة السورية و"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، حيث يُنظر إليه على أنه خارطة طريق محتملة لحل الخلافات بين الجانبين، ووضع أساس لمستقبل شمال شرق سوريا بعد سنوات من التوتر والصراع.
تم التوصل إلى هذا الاتفاق في العاشر من آذار 2024، بعد مفاوضات مكثفة ركزت على دمج قوات "قسد" في الجيش السوري، وعودة مؤسسات الدولة، وإعادة هيكلة الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا.
البنود الرئيسية للاتفاق
دمج "قسد" في الجيش السوري: ينص الاتفاق على دمج مقاتلي "قسد" في الجيش السوري النظامي، مع الاعتراف بخبراتهم القتالية ومشاركتهم في المعارك ضد تنظيم داعش. وتهدف هذه الخطوة إلى إنهاء حالة "الدولة داخل الدولة" وتوحيد القوات المسلحة تحت قيادة مركزية واحدة.
عودة مؤسسات الدولة: يشمل الاتفاق عودة المؤسسات الحكومية، مثل الإدارات المحلية والشرطة، إلى المناطق التي تسيطر عليها "قسد". وتضمن هذه العودة تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين، مثل الصحة والتعليم، تحت إشراف الحكومة المركزية.
إعادة هيكلة الإدارة الذاتية: يقدم الاتفاق حلاً لملف الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا، حيث سيتم تحويلها إلى مجالس محلية منتخبة ذات صلاحيات إدارية، لكنها ستظل تابعة للحكومة المركزية.
مكافحة الإرهاب: يلتزم الطرفان بالعمل المشترك لمكافحة الإرهاب والقضاء على الخلايا النائمة لتنظيم داعش، وذلك بالتعاون مع المجتمع الدولي.
التحديات والمخاوف
انعدام الثقة: لا تزال الثقة بين الطرفين ضعيفة بسبب سنوات من الصراع. ويخشى البعض من أن يكون الاتفاق مجرد خطوة تكتيكية من قبل الحكومة السورية لاستعادة السيطرة على المنطقة.
العامل الدولي: يرى بعض المحللين أن الاتفاق يتأثر بالمناخ السياسي الإقليمي والدولي. وقد يؤدي أي تغيير في المواقف الدولية إلى تعقيد تنفيذ الاتفاق أو حتى إفشاله.
استيعاب المقاتلين: تثير عملية دمج آلاف المقاتلين في الجيش السوري مخاوف بشأن القدرة على استيعابهم وتوفير الظروف المناسبة لهم، بالإضافة إلى المخاوف المتعلقة بالرواتب والترقيات.
مستقبل "قسد": يرى البعض أن الاتفاق يضع نهاية للإدارة الذاتية، وهو ما يثير قلق بعض الأطراف الكردية التي طالبت بصلاحيات أوسع في إدارة شؤونها.
التداعيات المحتملة
توحيد سوريا: إذا تم تنفيذ الاتفاق بنجاح، فإنه قد يساهم في إنهاء الانقسام الجغرافي والسياسي في البلاد، ويوحدها تحت حكومة مركزية واحدة.
الاستقرار الإقليمي: قد يساهم الاتفاق في استقرار المنطقة عبر إبعاد التوترات المحتملة بين الحكومة السورية و"قسد".
إعادة الإعمار: يمكن أن يفتح الاتفاق الباب أمام جهود إعادة الإعمار والتنمية في شمال شرق سوريا، وهي منطقة تضررت بشدة بسبب الحرب.
رغم التحديات الكبيرة، يبقى اتفاق 10 آذار خطوة مهمة نحو حل سلمي للأزمة السورية. يعتمد نجاحه على إرادة الأطراف المشاركة وقدرتها على تجاوز الخلافات، والالتزام ببنود الاتفاق، ووجود دعم دولي كافٍ.
Syria11News