شهدت العاصمة دمشق، اليوم الأربعاء، حدثاً دبلوماسياً بارزاً تمثل في زيارة وزير الخارجية الكرواتي غوردان رادمان، الذي أعلن عن انطلاق مرحلة جديدة من العلاقات الثنائية مع سوريا. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السوري أسعد حسن الشيباني، حيث أكدت كرواتيا على دعمها لدمشق في مرحلة ما بعد الحرب.
وصف الوزير الشيباني هذه الزيارة بأنها "بداية فصل جديد" في العلاقات بين البلدين، مثمنًا موقف كرواتيا الذي أدان ممارسات النظام السابق منذ عام 2011. وأضاف أن رفع القيود عن سوريا يفتح الباب أمام شراكات دولية ملموسة، لا سيما في مجال إعادة الإعمار.
من جانبه، أعلن الوزير الكرواتي رادمان عن استعداد بلاده لفتح سفارة في دمشق، معربًا عن ترحيبه برفع العقوبات الأميركية والأوروبية عن سوريا. وأكد على أهمية الاستفادة من الخبرة الكرواتية في التعافي من آثار الحرب، مشيرًا إلى أن الوفد الزائر يضم ممثلين عن شركة النفط الكرواتية "إينا" التي كانت تعمل في سوريا قبل عام 2012.
تُعتبر هذه الزيارة نقطة تحوّل هامة في المسار الدبلوماسي لسوريا. فزيارة وزير خارجية أوروبي بهذا المستوى، والإعلان عن نية فتح سفارة، يكسران حاجز العزلة الدبلوماسية التي فرضتها بعض الدول الغربية على دمشق. هذا القرار الكرواتي لا يُعدّ مجرد خطوة دبلوماسية عابرة، بل هو مؤشر على تغيير في المواقف الأوروبية تجاه سوريا، وهو ما يمكن أن يُمهّد الطريق لدول أوروبية أخرى لتعيد تقييم علاقاتها مع دمشق.
كما أن حضور ممثلين عن شركة النفط الكرواتية "إينا" يُسلط الضوء على الأهمية الاقتصادية للتعاون المستقبلي. فمشاريع إعادة الإعمار والطاقة تُعدّ أولوية قصوى للحكومة السورية، ووجود شركات أوروبية قد يُضفي شرعية وثقة أكبر على هذه المشاريع.
وفيما يتعلق باللاجئين، أكد الوزير الشيباني على أن عودة اللاجئين مرتبطة بشكل أساسي بالاستقرار والازدهار الاقتصادي، وهو ما يُشير إلى أن دمشق ترى أن الحل الشامل يكمن في توفير بيئة آمنة ومزدهرة.