أدان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشدة الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف العاصمة القطرية الدوحة، مؤكداً أن "من ينتهجون سياسة الإرهاب لن يصلوا إلى أهدافهم". وخلال تصريحات له مساء الثلاثاء، وصف أردوغان الهجوم بأنه "انتهاك صارخ للقانون الدولي وسيادة دولة شقيقة"، واستهداف مباشر للأمن والاستقرار في المنطقة.
وأضاف أردوغان أن استهداف وفد حركة "حماس" التفاوضي في الدوحة يثبت أن "حكومة نتنياهو فاقدة للصواب وتسعى إلى تعميق الصراع".
من جهتها، أصدرت وزارة الخارجية التركية بياناً اعتبرت فيه أن هذا الهجوم يبرهن على أن إسرائيل لا تسعى إلى السلام، بل إلى "إدامة الحرب". وأكد البيان أن تركيا تقف إلى جانب دولة قطر، ودعا المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوقف هذه الاعتداءات.
يأتي الموقف التركي المندد بهذا الهجوم ليعكس عمق العلاقات الاستراتيجية بين أنقرة والدوحة، خاصة في ظل الأزمة الإقليمية القائمة. وتُظهر الإدانة التركية، على أعلى المستويات، أن أنقرة تعتبر الهجوم على قطر تجاوزاً للخطوط الحمراء، وهو ما يتجاوز الإدانة الدبلوماسية المعتادة.
وتُشير تصريحات أردوغان والبيان الرسمي لوزارة الخارجية إلى أن تركيا ترى في الهجوم الإسرائيلي محاولة لعرقلة جهود الوساطة التي تقوم بها قطر لوقف إطلاق النار في المنطقة. كما تُؤكد على أن هذه السياسات العدوانية، حسب وصف البيان، لا تخدم أي حل سياسي، بل تهدف إلى توسيع رقعة الصراع.
وقد أعلنت وزارة الداخلية القطرية عن مقتل وإصابة عناصر من قوات الأمن الداخلي في الغارات، فيما أكدت حركة "حماس" فشل إسرائيل في اغتيال قادتها، مما يُظهر أن الهجوم كان يستهدف شخصيات محددة.
يُعدّ الموقف التركي القوي تجاه هذا الهجوم إشارة واضحة على أن أنقرة لن تتهاون مع أي تجاوزات ضد حلفائها في المنطقة. ورغم عدم صدور ردود أفعال دولية أخرى على هذا البيان حتى الآن، فإن الموقف التركي يمثل ضغطاً سياسياً إضافياً على إسرائيل، ويدعم الموقف القطري في هذا الصدد.