كشفت الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش في تقرير رقابي جديد عن فساد تعليمي ضخم بقيمة تقارب مليار ونصف المليار ليرة سورية في إحدى الجامعات الخاصة. هذا الفساد، الذي تم في عهد النظام البائد، تورط فيه أشخاص متنفذون وأبناؤهم وتجار مخدرات.
شهادات مزورة وأضرار مالية جسيمة
أوضحت الهيئة، في بيان لوكالة "سانا"، أن المخالفات تمثلت في منح شهادات جامعية استناداً إلى أوراق امتحانية مزورة. وأكدت أنه تمت إحالة جميع المسؤولين عن عملية التزوير، بالإضافة إلى 14 طالباً، إلى القضاء المختص. وصدر قرار بإلغاء الشهادات الممنوحة لهم وإلغاء أي أثر قانوني مترتب عليها.
وطالبت الهيئة وزارة التعليم العالي بالتعويض عن الأضرار المادية والمعنوية، ووزارة المالية بفرض الحجز الاحتياطي على أموال مالكي الجامعة لضمان سداد مبلغ قدره 1.448 مليار ليرة سورية، نتيجة مخالفات في أعداد الطلاب.
يُعد هذا الكشف جزءاً من جهود الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش لمكافحة الفساد في قطاع التعليم العالي، وهو ما يبعث برسالة قوية حول التزام الحكومة الجديدة بالنزاهة والشفافية. فالقضية لا تتعلق فقط بالفساد المالي، بل أيضاً بتدمير جودة التعليم من خلال منح شهادات لأشخاص لا يستحقونها، مما يضر بمستقبل البلاد.
هذا التحقيق يأتي في أعقاب كشف آخر للهيئة عن فساد بقيمة تتجاوز أربعة مليارات ليرة سورية في ملف إدخال أقماح مصابة إلى فرع إكثار البذار في حماة، مما يؤكد أن ملف مكافحة الفساد هو أولوية قصوى للحكومة، وأنها تلاحق المتورطين من عهد النظام البائد.