بكين – Syria11News
في حدث عسكري ضخم أقيم في بكين بمناسبة مرور 80 عاماً على انتهاء الحرب العالمية الثانية، استعرضت الصين قوتها العسكرية، حيث أكد رئيسها شي جينبينغ في خطاب حماسي أن "نهضة الأمة الصينية لا يمكن إيقافها". حضر العرض العسكري عدد من قادة العالم، كان أبرزهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون.
سار القادة الثلاثة، شي وبوتين وكيم، جنباً إلى جنب في مقدمة الحضور، في مشهد رمزي يوحي بتعزيز العلاقات بينهم. وخلال العرض، قال شي جينبينغ إن الإنسانية تواجه "خياراً بين السلام أو الحرب"، داعياً إلى القضاء على الأسباب الجذرية للصراعات.
بوتين يشكر كيم.. وترامب يتهمهم بـ"التآمر"
على هامش العرض، التقى بوتين وكيم جونغ أون بشكل ثنائي، حيث شكر الرئيس الروسي نظيره الكوري الشمالي على "شجاعة جنود بلاده في القتال" بأوكرانيا، في إشارة واضحة إلى الدعم الكوري الشمالي لموسكو. بدوره، أكد كيم استعداده لتقديم "كل ما في وسعه لمساعدة" روسيا.
في المقابل، لم يمر هذا المشهد دون رد فعل من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي اتهم نظيره الصيني بـ "التآمر" ضد الولايات المتحدة مع بوتين وكيم. وفي منشور على منصته، كتب ترامب بلهجة ساخرة: "أرجو منكم إبلاغ أطيب تحياتي لفلاديمير بوتين وكيم جونغ أون بينما تتآمرون ضد الولايات المتحدة". كما تساءل ترامب عما إذا كان شي سيعترف بـ"الدعم الهائل والدم الذي قدمته الولايات المتحدة للصين لمساعدتها في الحصول على حريتها".
يتجاوز العرض العسكري الصيني كونه مجرد احتفال بالذكرى، ليصبح استعراضاً للقوة ورسالة سياسية واضحة إلى الغرب. فوجود بوتين وكيم جنباً إلى جنب مع شي جينبينغ يعزز صورة "محور" شرقي مناهض للنفوذ الغربي، خصوصاً في ظل التوترات المتزايدة في أوكرانيا وشبه الجزيرة الكورية.
اتهام ترامب بـ "التآمر" يعكس حالة الاستقطاب الجيوسياسي الحادة، ويُظهر أن الولايات المتحدة ترى في هذا التقارب بين بكين وموسكو وبيونغ يانغ تهديداً مباشراً لمصالحها. كما أن إشارة ترامب إلى دور الولايات المتحدة في الحرب العالمية الثانية تحمل في طياتها تذكيرًا بتاريخي الغرض منه إضعاف شرعية التقارب الصيني-الروسي-الكوري الشمالي أمام الرأي العام العالمي.