في خطوة تؤكد التوجه نحو تعزيز التعاون الدولي، أجرى وزير الصحة السوري مصعب العلي، اليوم الأربعاء، مباحثات مع القائم بالأعمال الياباني في دمشق، أكيهيرو تسوجي، لبحث آفاق التعاون المشترك في القطاع الصحي. ويُظهر هذا الاجتماع اهتمامًا جديدًا من اليابان بالمساهمة في جهود التعافي السورية، لا سيما في القطاعات الحيوية مثل الصحة.
وأكد الوزير العلي، وفقًا لوكالة "سانا"، على ضرورة إعادة تأهيل المشافي المتضررة، وتعزيز الوصول الشامل والعادل للخدمات الصحية. كما أشار إلى عمل الوزارة على مكافحة الأوبئة والتوجه نحو التحول الرقمي في الخدمات الطبية، وهو ما يمثل نقلة نوعية في سياسة الوزارة.
من جانبه، أكد المسؤول الياباني أكيهيرو تسوجي التزام بلاده بدعم الشعب السوري، مشيرًا إلى أن اليابان قدمت مساعدات إنسانية واسعة النطاق عبر المنظمات الدولية. وأوضح أن القطاع الصحي يحظى بأولوية خاصة، وأن هناك خطوات جارية بالفعل لتأهيل مشفى حمص الكبير.
تُعدّ هذه المباحثات مؤشرًا هامًا على أن اليابان، رغم أنها لم تكن من اللاعبين الرئيسيين في الأزمة السورية، تتخذ الآن موقفًا أكثر انخراطًا في مرحلة ما بعد الحرب. إن إعلان وزير الخارجية الياباني السابق، يوشيماسا هاياشي، في وقت سابق عن دعم الجهود الإيجابية في سوريا، وتقديم مبلغ 5.5 ملايين دولار لدعم برنامج الأمم المتحدة "موئل"، يؤكد على هذا التحول.
التعاون في مجال إعادة تأهيل المشافي، وتوفير الدواء، وتبادل الخبرات في التعليم الطبي، يُشكل ركيزة أساسية لتحسين الظروف المعيشية للمواطنين السوريين. إن اهتمام اليابان، وهي قوة اقتصادية وتكنولوجية، بالقطاع الصحي في سوريا يُعطي دفعة قوية للجهود الحكومية ويعزز الثقة في إمكانية تحقيق التعافي.