عقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اجتماعًا "إيجابيًا ورائعًا" مع رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني اليوم السبت في نيويورك. يأتي هذا اللقاء الحاسم بعد أقل من 24 ساعة من زيارة الوزير القطري لواشنطن، ويُسلّط الضوء على الأزمة المتصاعدة بعد الهجوم الإسرائيلي على الدوحة.
استمر اللقاء، الذي حضره المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف، لمدة ساعتين. ووفقًا لمراسلة شبكة "NewsNation"، ناقش الطرفان عددًا من الملفات السياسية والأمنية، واتفقا على خطوات مستقبلية للتعاون. وأشارت مصادر مطلعة إلى أن اللقاء "كان رائعًا، وتمخض عن نتائج إيجابية".
في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على الدوحة، والذي أسفر عن مقتل 6 أشخاص بينهم قيادات من حركة "حماس"، أكدت وزارة الخارجية القطرية أن الشيخ محمد بن عبد الرحمن شدد خلال لقاءاته في واشنطن على أن "دولة قطر ستتخذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية أمنها وسيادتها". وقد أبدى نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس تضامنه مع قطر، واصفًا إياها بـ"حليف استراتيجي موثوق".
من جانبه، عبّر الرئيس دونالد ترامب عن استيائه من العملية الإسرائيلية، قائلًا إنه "غير سعيد" بهذا التحرك. وتأتي هذه التصريحات في ظل تقارير تشير إلى أن العملية نُفذت بينما كانت حماس تدرس مقترحًا أمريكيًا لوقف إطلاق النار في غزة، ما يهدد جهود الوساطة.
يُعدّ هذا اللقاء على هذا المستوى الرفيع، والذي جاء على هامش التوتر غير المسبوق في المنطقة، مؤشرًا على أهمية قطر كشريك استراتيجي للولايات المتحدة. إن زيارة الشيخ محمد بن عبد الرحمن إلى واشنطن ثم لقاءه المباشر مع ترامب تُظهر أن الدوحة تسعى لتأكيد موقفها بقوة على الساحة الدولية. كما أن تصريحات ترامب حول "عدم سعادته" بالضربة الإسرائيلية تُعطي إشارة واضحة على أن واشنطن لم تكن على علم مسبق بالهجوم، أو أنها لم تكن راضية عن توقيته، كونه يُهدد بجهود الوساطة التي تقودها قطر.
هذه التطورات تفتح الب المجال أمام إعادة تقييم التحالفات الإقليمية. فالهجوم الإسرائيلي على عاصمة حليفة لأمريكا يضع واشنطن في موقف حرج، ويدفعها إلى تأكيد التزامها بحماية حلفائها. وقد يُساهم هذا اللقاء في تهدئة التوترات ووضع خارطة طريق جديدة للتعاون الإقليمي في المنطقة.