في تصعيد جديد للتوتر في شمال شرق سوريا، أفادت وسائل إعلام محلية، اليوم السبت، بأن قوات سوريا الديمقراطية (قسد) اعتقلت مدنيًا في حي تل جحر بمدينة الحسكة. جاء الاعتقال على خلفية مشاركة هذا المدني في حملة "دير العز"، وهي حملة لجمع التبرعات أُطلقت مؤخرًا لدعم محافظة دير الزور.
يأتي هذا الاعتقال في سياق حملة أمنية أوسع تنفذها "قسد" في مناطق متفرقة من دير الزور والحسكة، حيث شملت الحملة مداهمات واعتقالات طالت ناشطين ومدنيين، وسط انتقادات شعبية لاستخدام ذريعة مكافحة الإرهاب لتضييق الخناق على الأصوات المعارضة.
يُعدّ هذا الاعتقال مؤشرًا على أن التوتر بين "قسد" والمجتمع المحلي في المنطقة الشرقية لا يقتصر على القضايا السياسية، بل يمتد إلى الأنشطة المدنية والإنسانية. فاعتقال شخص لمجرد مشاركته في حملة لجمع التبرعات يُرسل رسالة سلبية للمواطنين، ويُظهر أن "قسد" ترى في أي نشاط مدني لا يخضع لإشرافها تهديدًا لسلطتها.
كما أن الحادثة تُسلط الضوء على تزايد التوتر بين "قسد" والحكومة السورية. فبينما تسعى الحكومة الجديدة إلى استعادة النفوذ في المنطقة الشرقية من خلال مبادرات شعبية مثل "دير العز"، تُبدي "قسد" حزمًا في مواجهة هذه الجهود، مما قد يُعقد المفاوضات الجارية ويُطيل من أمد الصراع على النفوذ في المنطقة.