شهد مرفأ اللاذقية اليوم، الرابع من أيلول، انطلاقة حقيقية لعمليات تحديثه الشاملة، مع وصول الدفعة الأولى من المعدات الحديثة، وذلك بموجب الاتفاقية الموقعة مع الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية. تُعد هذه الخطوة هي الأولى من نوعها منذ عام 2009، مما يمنحها أهمية خاصة في مسار إعادة إعمار وتأهيل البنية التحتية اللوجستية في سوريا.
ووفقًا لإعلان محافظة اللاذقية، باشرت شركة CMA CGM بتوريد هذه الآليات المتطورة، التي تضمنت رافعات "Reach Stacker" من ماركة Konecranes الفنلندية، بالإضافة إلى قطع التبديل اللازمة لضمان استمراريتها.
تحليل موجز: تمثل هذه العملية بداية فعلية لمشروع تحديث طال انتظاره، والذي يهدف إلى رفع كفاءة مرفأ اللاذقية وتأهيله ليكون لاعبًا رئيسيًا ومنافسًا في منطقة الشرق الأوسط. المعدات الجديدة ستسهم بشكل مباشر في تسريع عمليات التحميل والتفريغ وزيادة القدرة الاستيعابية للمرفأ، مما يعزز دوره كمركز لوجستي حيوي للتجارة البحرية.
وعلى الرغم من أن الخبر يشير إلى أن شركة CMA CGM هي التي باشرت بالتوريد، فإن رئيس الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية، قتيبة بدوي، كان قد أعلن في وقت سابق عن توقيع اتفاقية مهمة مع شركة موانئ دبي العالمية، المصنفة كأكبر شركة عالمية في مجال تشغيل الموانئ. هذا التضارب قد يشير إلى وجود تعدد في الشركاء المعنيين بمشروع التحديث أو ربما خطة زمنية لتوزيع المهام، ما يستدعي مزيدًا من التوضيح.
أكد رئيس الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية، قتيبة بدوي، في تصريحات له على شاشة الإخبارية، أن المنافذ السورية تشهد "نهضة تنظيمية وإدارية جديدة" بعد سنوات من "التدمير وسوء الإدارة من قبل النظام البائد". هذه التصريحات تُشير إلى تغيير جذري في النهج الحكومي تجاه إدارة المرافق الحيوية، وتُعطي دفعة إيجابية لآمال إعادة النشاط الاقتصادي في البلاد. كما أن استقبال مرفأ اللاذقية لـ 240 سفينة تجارية حتى الآن، يُعد مؤشرًا على العودة التدريجية للنشاط التجاري واستعادة المرافئ السورية لدورها.