كشف تقرير لـ “سكاي نيوز عربية” عن قيام الاحتلال الإسرائيلي بإنشاء 9 قواعد ونقاط عسكرية جديدة في محافظة القنيطرة جنوبي سوريا، وذلك بعد سقوط نظام الأسد في أواخر العام الماضي. تُستخدم هذه المواقع، وفقًا للتقرير، لعمليات توغل ومداهمة تستهدف منازل المدنيين، مما يثير تساؤلات حول أهداف إسرائيل من هذا الوجود العسكري المتزايد.
ووفقًا للمشاهدات الميدانية، تُعتبر قاعدة الحميدية في ريف القنيطرة الجنوبي واحدة من أبرز هذه المواقع، حيث تعمل على "ترهيب المدنيين" وقد قامت بتجريف وتدمير أكثر من 15 منزلًا بحجة "تأمين الحماية". وتشمل القواعد الأخرى في المنطقة: تلول الحمر، وجباتا الخشب، والقرص النمل، والقحطانية، وكودنا، وعبدين، ومعربة.
وبالإضافة إلى القواعد، سيطرت القوات الإسرائيلية على 5 نقاط استراتيجية مهمة في مرتفعات جبل الشيخ، بعضها كان تابعًا لقوات الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك. تقع جميع هذه المواقع بالقرب من خط "ألفا" الذي يفصل بين الأراضي السورية المحتلة ومحافظة القنيطرة.
يُعتبر هذا التوسع العسكري الإسرائيلي في جنوب سوريا خطوة استراتيجية لها تداعيات خطيرة. فمن جهة، تُشير إلى أن إسرائيل تستغل حالة الفراغ الأمني التي أعقبت سقوط النظام السابق، لتُعزّز نفوذها العسكري على الحدود السورية-الإسرائيلية. ومن جهة أخرى، فإن استخدام هذه القواعد لاستهداف المدنيين يُعدّ انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، ويُثير قلقًا عميقًا بشأن مصير السكان المحليين.
إن سيطرة إسرائيل على مواقع استراتيجية مثل تلول الحمر ومرتفعات جبل الشيخ يمنحها ميزة عسكرية كبيرة، حيث تُمكنها من كشف ومراقبة مناطق واسعة في القنيطرة ودرعا. هذه الخطوة قد تُعيد رسم الخريطة الجيوسياسية في جنوب سوريا وتُعقّد أي جهود مستقبلية لإعادة بسط سيادة الدولة السورية على أراضيها.