في إشارة قوية إلى الرغبة الشعبية في المساهمة بإعادة إعمار البلاد، جمع صندوق التنمية السوري، الذي انطلق يوم الخميس 4 أيلول، مبلغًا هائلاً بلغ نحو 60 مليون دولار في ساعته الأولى. يهدف الصندوق إلى تمويل مشاريع حيوية لإعادة بناء وتطوير البنية التحتية، من شبكات طرق ومياه وكهرباء إلى مطارات وموانئ.
وخلال حفل الإطلاق المهيب الذي أُقيم في قلعة دمشق، ألقى السيد الرئيس أحمد الشرع كلمة مؤثرة أكد فيها على أن هذا الصندوق ليس مشروعًا لـ "استجداء الصدقة"، بل هو فرصة للسوريين "لكتابة تاريخ سوريا الجديد بأيدينا وأموالنا وجهدنا". وأضاف أن "الشام أعزّ من أن يُتصدَّق عليها"، في إشارة إلى كرامة الشعب السوري.
يُعتبر الإقبال الكبير على التبرع في الساعات الأولى من إطلاق الصندوق مؤشرًا على وجود ثقة شعبية في المبادرة الجديدة، وهو ما يُعد إنجازًا بحد ذاته. تعكس هذه الأرقام العالية رغبة السوريين، في الداخل والخارج، في المساهمة بشكل فعال في عملية إعادة الإعمار. يمثل الصندوق أداة تمويل مبتكرة، تعتمد على التبرعات الفردية والاشتراكات الدورية، مما يمنحه استقلالية ومرونة أكبر.
كما أن تأكيد الرئيس الشرع على الشفافية في إدارة الصندوق، وربطه بين الإنفاق في سبيل الوطن والتضحية بالنفس، يهدف إلى تحفيز الهمم الوطنية وإعادة تعريف مفهوم العطاء في سياق وطني. هذه المبادرة، بالإضافة إلى خطابه الذي لامس مشاعر السوريين، قد تُعطي دفعة قوية لمرحلة ما بعد النزاع، حيث تتطلب المرحلة المقبلة تكاتف جميع الجهود لإعادة بناء ما دمره "النظام البائد" على حد وصف الرئيس.