في خطوة جريئة تعكس تحولات المشهد السياسي في سوريا، وجهت حكومة الرئيس أحمد الشرع دعوة صريحة لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا إلى حل تنظيمهم، على غرار ما قامت به فصائل سياسية وعسكرية أخرى. هذه الدعوة، التي تأتي في سياق معقد من إعادة بناء الدولة وتصفية إرث الماضي، تضع التنظيم أمام مفترق طرق حاسم، وتثير تساؤلات حول مستقبله في سوريا.
مبررات ودوافع القرار
وفقاً للمستشار الإعلامي للرئيس السوري، أحمد موفق زيدان، فإن سياسة الإخوان في سوريا "ديناصورية" وغير واقعية. وأشار زيدان إلى أن التنظيم كان أكثر نجاحاً وفاعلية عندما حل نفسه في دول أخرى وعمل تحت مسميات جديدة. يرى البعض أن توقيت هذا القرار ليس عفوياً، بل يحمل دوافع متعددة:
استباق المواجهة: يُفسّر القرار بأنه محاولة استباقية من الحكومة السورية لأي مواجهة محتملة مع الإخوان، نظراً لماضيهم الطويل في زعزعة الاستقرار في البلاد.
رسالة للمجتمع الدولي: يرى آخرون أن هذه الدعوة هي محاولة لمغازلة المجتمع الدولي والدول الإقليمية التي تعتبر وجود الإخوان المسلمين تهديداً لأمنها.
رفض وتحديات
رغم أن الحكومة السورية الجديدة كانت قد طلبت بشكل غير رسمي من المراقب العام للإخوان تجميد نشاطهم في فبراير الماضي، إلا أن التنظيم لم يستجب. ورغم محاولات الإخوان اللجوء إلى وساطات إقليمية، فإن تصريحات زيدان تشير إلى رفض دمشق لأي حوار معهم تحت اسمهم الحالي.
يواجه الإخوان المسلمون تحدياً داخلياً كبيراً، حيث يرى محللون أن فكرة حل التنظيم مستحيلة في فكرهم الأيديولوجي الذي يقوم على "أستاذية العالم" والسعي ليكونوا بديلاً للخلافة الإسلامية. ويعتقدون أنهم قادرون على استعادة حضورهم من خلال رهانهم على الفوضى.
سيناريوهات مستقبلية
في حال عدم استجابة الإخوان المسلمين لدعوة الحل، فإن الحكومة السورية قد تتجه إلى عدة سيناريوهات محتملة:
الحظر الرسمي: قد تُقدم الحكومة على حظر التنظيم رسمياً وتصنيفه كمنظمة إرهابية، مما يضعه في مواجهة مباشرة مع الدولة.
التفكك الداخلي: قد يؤدي غياب الحاضنة الشعبية والضغط الأمني إلى تفكك التنظيم من الداخل.
العمل السري: قد يحاول التنظيم العمل عبر واجهة مدنية أو جمعيات، لكن مع خضوعها لرقابة أمنية صارمة، مما يحد من تأثيرها بشكل كبير.
تُظهر هذه التطورات أن حكومة الشرع عازمة على إعادة تشكيل المشهد السياسي السوري وفق رؤية جديدة، وأنها لن تتسامح مع وجود أي قوى ترى فيها تهديداً لوحدة الدولة واستقرارها. هل يمكن للإخوان المسلمين التكيف مع هذا الواقع الجديد أم أن إصرارهم على البقاء سيعرضهم لمواجهة حتمية؟
Syria11News