تشهد إسرائيل حالة من الانقسام الحاد بين المطالب المتزايدة للشارع الإسرائيلي بإبرام صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق النار، وبين إصرار الحكومة على مواصلة العمليات العسكرية حتى "الاستسلام الكامل" لحركة حماس. ويأتي هذا التناقض بالتزامن مع تحذيرات دولية من كارثة إنسانية في غزة، مما يضع إسرائيل أمام عزلة سياسية وتصدع داخلي غير مسبوق.
ضغوط داخلية متزايدة
تتصاعد الاحتجاجات في مدن إسرائيلية مثل القدس وتل أبيب، حيث يطالب المتظاهرون بإنهاء الحرب وإعادة الرهائن. وقد قام المحتجون بإغلاق طرق رئيسية، مما يعكس الفجوة الكبيرة بين قيادة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، التي تراهن على الحل العسكري، وبين قطاعات واسعة من المجتمع الإسرائيلي ترى أن هذا المسار يعرض حياة الرهائن للخطر.
مأساة غزة
في الوقت نفسه، أعلنت الأمم المتحدة أن قطاع غزة قد دخل مرحلة المجاعة المؤكدة، وحمّلت إسرائيل المسؤولية عن منع وصول الغذاء والدواء. وقد وصفت منظمات حقوقية هذه السياسة بأنها قد ترقى إلى جريمة حرب. وفي المقابل، أعلنت حركة حماس موافقتها على مقترح يتضمن وقفًا لإطلاق النار وتبادلاً للأسرى، لكن التشدد الحكومي الإسرائيلي يعيق أي تقدم في المسار السياسي.
مفترق طرق سياسي وأخلاقي
تجد الحكومة الإسرائيلية نفسها في مأزق، حيث تواجه ضغوطًا من جبهتين:
الداخل: مطالب متصاعدة من أهالي الرهائن وعموم المواطنين بوضع حد للحرب وإعادة الأسرى.
الخارج: انتقادات دولية واسعة بسبب الكارثة الإنسانية في غزة.
هذا الموقف يعكس أزمة مفتوحة قد تفاقم الانقسام الداخلي وتزيد من عزلة إسرائيل الدولية.
Syria11News