أكد القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، مظلوم عبدي، على جهوزية قواته الكاملة لمواجهة أي تطورات محتملة، مع التأكيد في الوقت ذاته على أولوية تجنب الحرب والعمل على الحلول السلمية. جاءت تصريحات عبدي في رسالة موجهة إلى "المؤتمر الوطني لشباب روجآفا" المنعقد في أوروبا، تناول فيها الأوضاع الراهنة في شمال وشرق سوريا والرؤية المستقبلية للمنطقة.
وأشار عبدي إلى أن سوريا ما بعد 2011 لم تعد قابلة للعودة إلى ما كانت عليه، داعيًا إلى بناء دولة جديدة ديمقراطية ولا مركزية تستوعب جميع المكونات. وشدد على أن قسد ستعمل على حماية مكتسبات الشعب الكردي عبر الحوار والسياسة، رغم استمرار خطر الهجمات رغم سريان الهدوء النسبي. كما دعا الشباب الكرد في الشتات إلى تحمل مسؤولياتهم الوطنية والمساهمة في بناء المستقبل، معتبراً أن "اتفاق 10 آذار" يمثل إطاراً مناسباً للتقدم نحو حل سياسي.
يُظهر خطاب مظلوم عبدي رؤية مزدوجة لقوات سوريا الديمقراطية، تجمع بين الاستعداد العسكري والتوجه نحو الحل السياسي. ويعكس هذا الخطاب إدراكًا لأهمية الحفاظ على المكتسبات التي حققتها "قسد" في المنطقة، وفي نفس الوقت السعي لتفادي المواجهات العسكرية التي قد تُعرض هذه المكتسبات للخطر. إن تركيزه على الحوار و بناء دولة ديمقراطية لا مركزية يدل على محاولة "قسد" لتقديم نفسها كقوة فاعلة ومسؤولة في المشهد السوري المعقد، وذلك عبر إرسال رسائل طمأنة للقوى الدولية والإقليمية حول أهدافها السياسية. ومع ذلك، فإن نجاح هذه الاستراتيجية يتوقف على مدى قبول الأطراف الأخرى، وخاصة الحكومة السورية وتركيا، بهذه الرؤية، مما يجعل المسار السياسي أمام "قسد" محفوفًا بالكثير من التحديات. (alert-error)