في كل أزمة سياسية، يستدعي "حزب الله" سلاحه التعبوي المتمثل في شدّ العصب الطائفي، حيث يحول المواجهة من إطارها السياسي إلى مواجهة مذهبية في الشارع، مصوراً أي نقاش حول سلاحه على أنه "استهداف جماعي للطائفة الشيعية".
الطائفة كدرع للحزب
ترى أستاذة علم النفس السياسي، منى فياض، أن الحزب يستغل لغة التجييش الطائفي كأداة لتعبئة الشارع، وهو ما ظهر بوضوح في المشهد الأخير للدراجات النارية التي جابت الشوارع بعد قرار الحكومة اللبنانية بحصر السلاح بيد الدولة.
استراتيجية قديمة: تقول فياض إن هذه الاستراتيجية ليست جديدة، بل هي امتداد لسياسات اعتمدها الحزب منذ التسعينات لإلغاء أي منافس داخل بيئته الشيعية.
هيمنة اجتماعية: نجح الحزب في ترسيخ هيمنته من خلال خطاب مذهبي عززه بخدمات ومؤسسات اجتماعية، مما جعل جمهوره يتبعه ويبرر تحركاته.
مشهدية الدراجات النارية: "خطر مفتعل"
يؤكد السياسي حارث سليمان أن مشهد الدراجات النارية ليس تعبيراً عن موقف الطائفة الشيعية ككل، بل هو "فعل مُدار" من قبل مجموعات هامشية يوظفها الحزب لإيصال رسائل سياسية.
توظيف سياسي: يرى سليمان أن هذه التحركات تهدف إلى إظهار أن الطائفة بأكملها في حالة غضب، في حين أن الأغلبية الصامتة من أبناء الطائفة لا توافق على هذه الأساليب.
خطر مفتعل: وصف سليمان هذه المشهدية بأنها "خطر مفتعل"، مؤكداً أنها أقرب إلى "عرض صوتي وصوري قصير الأمد"، وأن العقلاء يدركون أنها مجرد توظيف سياسي.
من المستفيد؟
إيران: ترى فياض أن المستفيد الأول من هذه السياسة هو إيران، التي تستخدم الساحة اللبنانية كأداة في صراعها الإقليمي، دون الاكتراث لما قد تسببه من توترات داخلية في لبنان.
تراجع الخطاب التعبوي: ومع ذلك، تعتقد فياض أن فعالية خطاب الحزب التعبوي لم تعد مضمونة، لوجود شريحة من الشيعة "لم تعد مستعدة للنزول إلى الشارع للدفاع عن الحزب"، وإدراكها أن هذه التحركات تخدم مصالح محدودة مرتبطة بالمشروع الإيراني.
وتختم فياض تحذيرها بأن السلاح الذي يصور الحزب نزعه بأنه نزع لسلاح الطائفة، هو في الحقيقة "سلاح إيراني القرار"، وأن استمرار هذه المعادلة يعني إبقاء لبنان في دائرة الارتهان.
Syria11News