وقع الجانبان السوري والتركي مذكرة نوايا حسنة في دمشق، تهدف إلى تعزيز التعاون الزراعي وتطوير الإنتاج المحلي. وقد تميز الحدث بتشكيل لجان مشتركة بين الوزارتين لدراسة مختلف المجالات الزراعية، تمهيداً لتوقيع اتفاقيات مستقبلية. كما شهد الاجتماع بحثاً معمقاً للتحديات والفرص في القطاع الزراعي السوري، التي أكدت على ضرورة نقل الخبرات التركية. وأخيرًا، كان من أبرز نتائجه الاتفاق على وضع خطة طريق مشتركة، مما أدى إلى البدء في مشاريع تنموية فورية تساهم في إصلاح البنية التحتية المتضررة.
تعزيز الأمن الغذائي والزراعي
تأتي هذه المذكرة في وقت حاسم بالنسبة للقطاع الزراعي السوري، الذي يعاني من أضرار جسيمة بسبب سنوات الحرب والجفاف. وبحسب وزير الزراعة السوري أمجد بدر، فإن هذه الشراكة مع تركيا ستوفر بيئة مناسبة للاستثمارات الزراعية، وستعمل على تقديم الموارد اللازمة لإنجاحها. من جانبه، أكد الوزير التركي إبراهيم يوماكلي على دعم بلاده لاستقرار سوريا ووحدتها، مشيراً إلى أن تركيا قدمت بالفعل دعماً كبيراً للشعب السوري، بما في ذلك تأمين الموارد المائية وتوفير لقاحات بيطرية وتنظيم دورات تدريبية للمزارعين.
نقل الخبرات ومشاريع طموحة
تتضمن خطة الطريق المشتركة مجموعة من المقترحات التركية التي سيتم العمل على تنفيذها خلال المرحلة المقبلة، أبرزها تطوير مشروع للبيوت البلاستيكية على مساحة 50 ألف متر مربع بهدف نقل التجربة التركية، إضافة إلى تقديم 60 ألف جرعة من اللقاحات البيطرية للمواشي. كما اتفق الجانبان على ضرورة توحيد معايير الجودة للسلع الزراعية لتسهيل عمليات التصدير، وتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في المشاريع الزراعية السورية. وتتضمن المذكرة أيضاً التعاون في مجالات ترشيد استهلاك المياه والري الحديث، نظراً للتحديات المائية التي تواجهها سوريا.