في خطوة تتجاوز البروتوكولات الدبلوماسية، يبدو أن روسيا في صدد إعادة تثبيت حضورها في سوريا بعد انسحابها الجزئي إثر سقوط النظام السابق. وقد أكد نائب رئيس الوزراء الروسي، ألكسندر نوفاك، خلال زيارته الأخيرة لدمشق، أن موسكو مستعدة لاستثمار علاقاتها للمساعدة في "دعم الاستقرار في البلاد وتجنب الفوضى".
وبالإضافة إلى البعد الداخلي، تسعى روسيا للعب دور الوسيط بين إسرائيل وتركيا، خاصة في ظل التوتر المتصاعد بسبب توسع النفوذ التركي في الأراضي السورية. وتشير المصادر إلى أن موسكو عرضت على الحكومة الانتقالية في دمشق المساعدة في إدارة ملف الجنوب السوري، بهدف منع المزيد من الاحتلال الإسرائيلي، والحد من أي مخططات انفصالية.
وفي الشمال الشرقي، بدأت روسيا تستعيد تدريجياً حضورها العسكري في مطار القامشلي، حيث عادت الدوريات البرية والجوية إلى المنطقة، في محاولة لمنع التصعيد مع "قسد". وقد تكون هذه التحركات منسقة مع أنقرة بهدف إحياء "اتفاق سوتشي"، كما يُرجّح أن تلعب موسكو دور الوسيط بين الحكومة الانتقالية و"قسد" في إطار اتفاق 10 آذار. هذه التحركات الروسية المكثفة تؤكد أن موسكو لن تسمح بوجود فراغ في سوريا، وأنها ستعمل على ضمان استقرار البلاد وفق رؤيتها.