في خطوة تعكس التوجه نحو إعادة الروابط الاقتصادية والاجتماعية، تتزايد المساعي لإعادة تأهيل وتشغيل معبر درعا القديم، الذي يربط مدينة درعا السورية بمدينة الرمثا الأردنية. ويُعد هذا المشروع المرتقب بمثابة شريان حيوي يمكن أن يعيد الحيوية إلى المنطقة ويُسهم في التنمية الاقتصادية المستدامة.
رئيس غرفة التجارة والصناعة في درعا، نشأت الرفاعي، أكد في تصريح لوكالة "سانا" أن المعبر، الذي يُعد أقدم منفذ حدودي بين البلدين، تعرض لدمار كبير خلال فترة الصراع، وأن إعادة تشغيله ستُسهم في تنشيط التبادل التجاري والصناعي، وتخفيف الضغط عن معبر نصيب-جابر. وأشار الرفاعي إلى الجهود المكثفة التي بذلتها الغرفة، من خلال الاجتماعات مع الجهات الأردنية، لتقديم مقترحات لإعادة تأهيل المعبر.
لا تقتصر أهمية إعادة فتح معبر درعا القديم على الجانب التجاري فحسب، بل تمتد لتشمل الجانب الإنساني والاجتماعي. فالمعبر يُعدّ بوابة رئيسية للتواصل العائلي والزيارات الأسرية بين البلدين. هذا الحراك يظهر حرص الجهات الرسمية والتجارية على تذليل العقبات اللوجستية، وخاصة أن معبر نصيب-جابر كان يُعدّ المنفذ الوحيد، ويعاني من ضغط كبير.
تأتي هذه المساعي في سياق زيارة وفد غرفة تجارة الأردن إلى المعبر القديم، مما يُعطي مؤشراً إيجابياً على وجود إرادة مشتركة من الجانبين لإعادة إحياء المعبر. ومن المتوقع أن يكون لإعادة تشغيل المعبر تأثير إيجابي على توفير فرص عمل جديدة، وتنشيط الأسواق المحلية في درعا والرمثا، مما يعزز الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.
عبّر المواطنون في درعا عن تطلعاتهم الكبيرة لإعادة تأهيل المعبر، معتبرين أنه ليس مجرد منفذ حدودي، بل هو بوابة للتواصل الإنساني والاقتصادي. وأشار المواطن حسين الكراد إلى أن تشغيل المعبر سيشجع على إطلاق استثمارات جديدة، كانت مترددة في ظل غياب الأمن. وهذا يعكس وعياً شعبياً بأهمية المشاريع الاقتصادية في تحقيق الاستقرار.