الاكتشاف يعيد فتح ملف المقابر الجماعية والمختفين قسريًا في سوريا
عثر مواطنون اليوم على رفات وبقايا عظام بشرية داخل أحد الأبنية في حي التضامن بدمشق، وذلك بالقرب من موقع مجزرة "حفرة التضامن" الشهيرة. وقد تميز هذا الاكتشاف بحدوثه خلال أعمال تأهيل روتينية للبناء، حيث بادر المواطن الذي عثر عليها بإبلاغ الجهات المختصة، التي حضرت على الفور لمعاينة الموقع وتوثيقه. كما شهدت الفترة الأخيرة اكتشاف مقابر جماعية أخرى، أبرزها في محافظة اللاذقية، مما يعزز المطالب الشعبية والرسمية بالكشف عن مصير المختفين قسريًا. وأخيراً، كان من أبرز نتائج هذه الاكتشافات الأخيرة تصاعد المطالبات بمحاسبة المتورطين في جرائم القتل الجماعي، مما يفتح الباب أمام تطبيق مسار العدالة الانتقالية.
يأتي هذا الاكتشاف في وقت حاسم، حيث تتزايد الدعوات للكشف عن مصير آلاف الأشخاص الذين اختفوا قسريًا خلال السنوات الماضية. وبحسب مدير الدفاع المدني السوري، منير مصطفى، فإن فرقهم وثّقت حتى تموز الماضي ما لا يقل عن 16 مقبرة جماعية في مختلف المحافظات، مما يؤكد أن هذه الجرائم لم تكن حوادث فردية. ويشدد الإعلان الدستوري الجديد على أهمية العدالة الانتقالية، مما يضع مسؤولية كبيرة على عاتق الجهات المختصة للكشف عن الحقائق وتقديم المتورطين إلى العدالة، وإعادة بناء الثقة بين الدولة والمواطنين.