شهدت العاصمة دمشق اليوم الجمعة حدثًا دبلوماسيًا وعسكريًا بارزًا، حيث استقبل الرئيس السوري أحمد الشرع وقرينته لطيفة الدروبي في قصر الشعب، الأدميرال تشارلز برادلي كوبر، قائد القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم)، وقرينته سوزان كوبر، بالإضافة إلى المبعوث الخاص للولايات المتحدة إلى سوريا توماس باراك والوفد المرافق.
يُعد هذا اللقاء هو الأول من نوعه لمسؤول عسكري أميركي بهذا المستوى الرفيع في سوريا منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد، مما يعكس تحولًا جذريًا في العلاقة بين البلدين. ووفقًا لبيان الرئاسة السورية، بحث الجانبان "آفاق التعاون في المجالات السياسية والعسكرية، بما يخدم المصالح المشتركة ويرسخ مقومات الأمن والاستقرار في سوريا والمنطقة".
يُظهر هذا الاجتماع أن الحوار بين واشنطن ودمشق قد تجاوز مرحلة الترتيبات الدبلوماسية ليدخل في مرحلة الشراكة الاستراتيجية المباشرة. فبينما كانت الاتصالات تُجرى في السابق عبر قنوات غير رسمية، تُؤكد هذه الزيارة رفيعة المستوى على اعتراف الولايات المتحدة بالحكومة السورية الجديدة كشريك موثوق.
إن حضور قائد "سنتكوم"، المسؤول عن العمليات العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط، يدل على أن الأجندة الأمنية تحتل أولوية قصوى لدى واشنطن، خاصة في ملفات مثل مكافحة الإرهاب واستقرار المنطقة. ويُعتبر البيان الرسمي، الذي أشار إلى "الأجواء الإيجابية" و"الرغبة المشتركة في تعزيز الشراكة"، مؤشرًا واضحًا على أن الطرفين يسعيان إلى بناء علاقة طويلة الأمد تعود بالنفع على مصالح كلا البلدين.