أثار العميد المنشق مناف طلاس جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية السورية بعد محاضرة ألقاها في باريس، يوم السبت. المحاضرة، التي عُقدت في معهد العلوم السياسية، كشفت عن رؤية طلاس لمستقبل سوريا، مع التركيز على بناء جيش وطني بعقيدة علمانية، ومستقبله الشخصي بعد سقوط نظام بشار الأسد.
وعلى الرغم من الإجراءات الأمنية المشددة، تسرّبت تفاصيل المحاضرة التي حملت رسالة مباشرة إلى الرئيس السوري أحمد الشرع. فقد قال طلاس: "نتمنى أن يدخل أحمد الشرع إلى الدولة، لا إلى السلطة"، في دعوة واضحة للانتقال من مرحلة الصراع إلى مرحلة بناء المؤسسات. كما أكد أن "الثورة السورية انتهت منذ عام 2012"، ما يشير إلى ضرورة بدء مرحلة جديدة من البناء.
رؤية لبناء جيش وطني جديد ورفض للمناصب
كشف طلاس عن رؤيته لبناء جيش سوري جديد، مؤكدًا أنه لا يسعى لتولي أي منصب في المستقبل، بل يتمنى النجاح للمرحلة القادمة من خلال "المشاركة الحقيقية في السلطة". ودعا إلى تشكيل "مجلس عسكري سوري حقيقي" يضم ضباطًا ومنشقين قادرين على تشكيل نواة هذا الجيش. وشدد على أن الجيش الجديد يجب أن يكون بعقيدة "علمانية"، قائلاً: "نفضل في سوريا وجود إسلام أشعري أو صوفي يشارك في السياسة، وليس إسلامًا سياسيًا يفرض نفسه عليها"، في إشارة إلى رفضه لتيارات الإسلام السياسي.
تُعدّ هذه المحاضرة بمثابة عودة قوية لمناف طلاس إلى المشهد السياسي السوري. فرغم نفيه نيته تولي منصب في المستقبل، إلا أن حديثه عن "مجلس عسكري" ووجود تواصل مع أكثر من 10,000 ضابط منشق، يُشير إلى أنه يمتلك أوراقًا يمكنه أن يلعب بها دورًا في المرحلة الانتقالية.
رسالته المباشرة إلى أحمد الشرع تعكس أيضًا حجم التغيير في الديناميكيات السياسية في سوريا، حيث يُخاطب شخصية كانت في السابق تعتبر من قادة المعارضة المسلحة، ويُدعو إلى الانخراط في عملية بناء الدولة. كما أن تصريحات طلاس حول دور تركيا في إسقاط النظام، ورفضه للإسلام السياسي، تُضفي المزيد من التعقيد على المشهد السياسي.