أثارت توصية الحكومة البريطانية لمواطنيها بحذف رسائل البريد الإلكتروني والصور القديمة، لترشيد استهلاك المياه، موجة واسعة من السخرية والانتقادات. جاءت هذه الدعوة الغريبة في ظل أزمة الجفاف التي تعاني منها البلاد، حيث بررت الحكومة موقفها بأن مراكز البيانات التي تخزن هذه الرسائل تستهلك كميات هائلة من المياه لتبريد أنظمتها.
هل حقًا يستهلك البريد الإلكتروني المياه؟
تعتمد مراكز البيانات الضخمة، التي تخزن مليارات رسائل البريد الإلكتروني والصور، على أنظمة تبريد تستهلك كميات هائلة من المياه، تصل في بعض الأحيان إلى 22 مليون لتر يومياً. ولكن، هذا لا يعني أن رسالة واحدة تستهلك كمية كبيرة.
وقد وصف الخبراء هذه التوصية بأنها "غير منطقية". فوفقاً لتحليل أجرته شركة GlobalData، فإن حذف آلاف الرسائل يوفر فقط 0.2 لتر من الماء يومياً، وهو ما لا يعادل حتى ثانية واحدة من الاستحمام.
مشكلة أعمق من صور الجدة
وجه المستخدمون على منصات التواصل الاجتماعي انتقادات لاذعة، معتبرين أن المشكلة الحقيقية تكمن في تسرب المياه من البنية التحتية المهترئة، والتي تسببت في هدر أكثر من 570 مليون لتر من المياه في عام واحد. كما تساءلوا عن التناقض بين هذه التوصية وتوجه الحكومة نحو تبني الذكاء الاصطناعي، الذي يتطلب مراكز بيانات أكثر استهلاكاً للمياه والطاقة.
هذه السخرية والانتقادات تكشف عن عمق المشكلة، وتؤكد أن الحلول السطحية لن تجدي نفعاً في مواجهة التحديات البيئية الكبرى.